“توقف، لا تتقدم”، يشير الضوء الأحمر الوامض. ولكن إذا ظهر اللون الأخضر، فهذا يعني “انطلق” ويمكنك المضي قدمًا. يشبه نظام “الإنجيل” إلى حد كبير إشارات المرور المألوفة التي ترافق روتين حياتنا المدنية العادية، لكنّه يكشف عن طرحه القاتل للتدمير بظلال حمراء وخضراء زاهية. على غرار إشارات المرور العادية، ينتقل بشكل ميكانيكي من لون إلى آخر متجاهلًا خطورة معانيه. فعلى عكس نظيره المدني، إن نظام التعلم الآلي هذا لا يهدف لحماية الحياة، بل هو عبارة عن اصدار قرار بالموت.
نظام “الإنجيل”، أو “هبسورا” بالعبرية، هو أحدث جهاز تكنولوجي يستخدمه الجيش الإسرائيلي لشن الحرب على غزة. بناءً على البيانات المتاحة، يُحدّد هذا الذكاء الاصطناعي الأهداف المحتملة داخل القطاع ويحسب الخسائر المدنية التي قد تنجم نظريًا عن ضرب تلك المواقع. وبشكل أساسي، يقدم النظام تقديرًا للخسائر المحتملة ويقيّم القيمة الاستراتيجية لاستهداف مناطق محددة. وتعتمد هذه العملية على الاستدلال الاحتمالي، الذي ينطوي على تحليل البيانات التي جُمعت مسبقًا لتمييز الأنماط وتقديم توصيات استنادًا على الاحتمالات. وفي تناقض صارخ مع أصل اسمه اليوناني ايوانجيليون (euangelion) الذي يشير إلى البشارة السارة، فإن “الإنجيل” قد أطلق العنان لموت ودمار لا مثيل لهما على الأراضي الفلسطينية. وعلى الرغم من اسمه التوراتي الذي يوحي بالحقيقة المطلقة والرسالة المعصومة، إلا أن هابسورا، مثل جميع أنظمة التعلم الآلي، يعمل على مبدأ الترابط والاحتمالات، وليس على مبدأ اليقين ووجود علاقة سببية.
فبالإضافة إلى ترسيخ الميل البشري المُضلِّل، الذي يفترض أن الآلات محايدة وموضوعية – وهو عامل رئيسي في تشكيل أيديولوجية الذكاء الاصطناعي المعاصرة و”الضجيج” من حولها – فإن دمج هذه التقنيات في الأطر العسكرية يؤدي إلى تصعيد حاد في وتيرة الحرب، وبالتالي في استخدام القوة القاتلة بسرعة غير مسبوقة. يمتلك هذا الذكاء الاصطناعي القدرة على تحليل كميات هائلة من البيانات وصياغة القرارات بمعدلات تفوق بكثير الإدراك البشري، بطريقة تُعتبر شبيهة بقدرة الله. وكما أشار رئيس سابق لجيش الدفاع الإسرائيلي، يحدّد محللو الاستخبارات البشرية عادةً حوالي 50 هدفًا للقصف سنويًا، بينما يمكن لـ”هابسورا” أن يوّلد حوالي 100 هدف في اليوم، مع توصيات مباشرة بالأهداف التي يجب أن تحظى بالأولوية. “نحن نستخدم خوارزمية لتقييم عدد المدنيين المتبقين. وهي تعطينا إشارة خضراء أو صفراء أو حمراء، مثل إشارة المرور”، كما أكد مصدر عسكري إسرائيلي رفيع سابق في مقابلة مع صحيفة الغارديان.
في مقاطع فيديو ترويجية على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي، يظهر “الإنجيل” وهو يعرض أهدافه المحددة على الجيش. ترافق هذه المشاهد موسيقى درامية، وتحاكي جوًا شبيهًا بألعاب الفيديو، حيث يقوم محدّد المنظر بمسح الأهداف، ثم تحديدها، وتدميرها في نهاية المطاف. تُهدّم المباني التي تبدو مهجورة ومعزولة بشكل منهجي وفعّال. تعكس هذه الفيديوهات الترويجية خطاب الدقة والفعالية والكفاءة، الذي يؤكد عليه الجيش الإسرائيلي باستمرار في بياناته العامة. فهي تصوّر الأراضي الفلسطينية على أنها مجرد مجموعة من الأهداف التي يجب استهدافها وإطلاق النار عليها، مما يجعلها أرضًا خالية من سكانها. أرض قاحلة فارغة بشكل أساسي. ينظّم الذكاء الاصطناعي الجهود الحربية بكفاءة باردة وسرعة وواجهة “عقلانية”، محولًا ساحة المعركة إلى قائمة مراجعة تحليلية، تشبه إلى حد كبير خط التجميع في منشأة صناعية. في الوقت نفسه، يبدو كل شيء مألوفًا ولا يُمثّل تهديدًا، يشبه بساطة البيئة المدنية مع إشارات المرور، كما لو أنه لا علاقة له بقتل البشر وتدمير البنية التحتية المدنية.
وضمن جغرافيا “الانجيل” النفسية، التي تَظهر فيها العلامات الحمراء والصفراء والخضراء على خريطة غزة، يُحوّل الشعب الفلسطيني إلى “أهداف القوة“. وهي ليست فقط أهداف عسكرية بحتة، بل تشمل المنازل الخاصة، والمباني الشاهقة، والمرافق العامة، والبنية التحتية الحيوية. ووفقًا لتحقيق أجرته مجلة +972 وموقع “Local Call”، فإن عدد أهداف القوة هذه، إلى جانب “المنازل التنفيذية” التي يُشتبه في أنها تضم سكانًا منتمين إلى حماس، قد فاق عدد الأهداف العسكرية البحتة منذ الأيام الأولى للحرب الحالية على غزة. وكما أوضحت المصادر المختلفة المشار إليها في المقال، فإن البروتوكولات العسكرية المعتمدة في إسرائيل منذ فترة طويلة، تقضي عادةً بشن غارات على أهداف القوة فقط عندما تكون المباني غير مأهولة أثناء الهجوم. ومع ذلك، فقد حدث خروج واضح عن هذه القاعدة منذ 7 أكتوبر 2023، كما يتضح من العديد من التقارير الإخبارية ومقتطفات وسائل التواصل الاجتماعي التي توثق الإبادة غير المسبوقة للبنية التحتية المدنية، وحياة المدنيين، في غزة.
أسلوب حرب جديد؟
تعمل تقنيات مثل “الإنجيل” كأدوات لتعزيز أيديولوجية تُرسّخ تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته أو وعدم معاملتهم كبشر؛ وهي ديناميكية تسارعت بشكل كبير منذ 7 أكتوبر.
فبعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، أصبحت تقنيات مثل “الإنجيل” أساسية في تعزيز استراتيجية الحرب التي تُركّز على الاشتباك عن بعد. هذا النهج متجذر بعمق في أيديولوجية المراقبة العالمية والحرب الآلية، مع إعطاء الأولوية لمفاهيم الكفاءة وعدم الوقوع في الخطأ. إن هذا التوجه العالمي المتمثل في شن الحروب “عن بُعد”، يُعزز عملية تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم أو عدم معاملتهم كبشر، وهو نمط ترسخ على مدى سنوات عديدة، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقتل العشوائي للمدنيين.
في الواقع، ليست استراتيجية إلحاق الأذى الواسع بالسكان المدنيين جديدة على الجيش الإسرائيلي. بل إنها تشكل توسيعًا وتكثيفًا لما يسمى بعقيدة الضاحية، التي تأسست في الصراع مع حزب الله عام 2006. فمن خلال استخدام القوة غير المتناسبة ضد أهداف مدنية، تسعى إسرائيل إلى إجبار السكان على ممارسة الضغط لوقف هجوم الحزب الفدائي. بنفس الوقت، شكّل ذلك بمثابة وسيلة دعائية تستهدف الجمهور الإسرائيلي، من أجل إبراز الأضرار الواسعة التي أُلحقت بالعدو وإظهار إنجازات الجيش، في محاولة لجذب أكبر عدد ممكن من اللايكات والمشاركات وكسب قلوب وعقول الجمهور.
ومع ذلك، هناك ديناميكية جديدة بشكل أساسي فيما يتعلق بأهداف القوة وتدمير الحياة المدنية والبنية التحتية في غزة بعد 7 أكتوبر 2023. هناك اعتقاد ضمني بأن سكان غزة متواطئون بطبيعتهم مع أفعال حماس، مما يجعل من المستحيل الفصل بين الكيانين. ففي مقال رأي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، يؤكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري أن “حماس قامت بشكل منهجي بتثبيت بنيتها التحتية للإرهاب داخل المناطق المدنية في غزة وتحتها، كجزء من استراتيجية الدرع البشري”. وأشار مسؤول استخباراتي سابق إلى أن “حماس موجودة في كل مكان في غزة؛ إذ لا يوجد مبنى خالٍ من أي أثر من حماس، لذلك إذا أردت أن تجد طريقة لتحويل مبنى مرتفع إلى هدف، فستتمكن من القيام بذلك.” وكما قال الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بشكل لا لبس فيه: “الأمة هناك، بأكملها، هي المسؤولة”. ويوفر منطق “التضمين” هذا الأساس المنطقي وراء العنف غير المسبوق الذي يتكشّف على الأرض، وهو الوضع الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش بأنه “عقاب جماعي للشعب الفلسطيني”.
لقد تمت الإساءة إلى الفلسطينيين وإهانتهم وتعريضهم للغة تُجردهم من إنسانيتهم في الخطاب الرسمي الإسرائيلي. فقد صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بشكل مشين في 10 أكتوبر 2023، “نحن نحارب حيوانات بشرية، ونحن نتصرف على هذا الأساس”.
غير أن هذه اللغة المهينة ليست جديدة. فالعرب مثل “صراصير مخدرة في زجاجة”، حسبما ورد عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال رافائيل إيتان خلال جلسة استماع للجنة برلمانية إسرائيلية في عام 1983. قد توّلد مقارنات كهذه نزعة بدائية نحو العنف، على غرار رد الفعل الغريزي عند مواجهة تفشي الحشرات، مما يدفع إلى بذل جهود للقضاء على التهديد المحتمل. من الصراصير إلى “الميكروبات” التي استعملت لوصف خصوم الخمير الحمر، يزخر تاريخ الإبادة الجماعية بلغة تجرّد من الإنسانية وتحرّض على الطرد العنيف والإبادة الكاملة للمستهدفين بهذا الخطاب.
إن الاعتراف بالأصول الاستعمارية لهذه الديناميات العنيفة أمرٌ ضروري، كما أكد الطبيبان غسان أبو ستة وريبا ماريا في مقالهما “الدواء المُحكم لاستعادة إنسانية الفلسطينيين“. إن التسمية والوسم والتصنيف جزءٌ لا يتجزأ من عملية تحديد “اختلاف الآخر” التي تُطبّع العنف، لا سيما عندما يصبح هذا الأخير مرتبطًا مجازيًا بالقضاء على فيروس أو عدوى. لم يُوصف الفلسطينيون “بالحيوانات بشرية” فحسب، بل صُوِّروا أيضًا على أنهم محصنون ضد الصدمة، وصُوِّروا “كذوي أجساد غير حديثة أو متحضرة بما فيه الكفاية لتتعرّض للصدمة”، وكأفراد معتادين على “ثقافة الموت”، كما تلاحظ لمياء مغنية. غالبًا ما يتم تجاهل الصدمة الفلسطينية، حتى عندما تُوثّق بشكل مكثف في مجموعة واسعة من الصور المرئية التي تكشف عنف المستوطنين، والتعدي على الأراضي، وأشكال مختلفة من الانتهاكات التي يتعرض لها السكان المحليون بشكل يومي. ومع ذلك، وكما يؤكد أنتوني لوينشتاين في بحثه الدقيق “مختبر فلسطين: كيف تقوم إسرائيل بتصدير تكنولوجيا الاحتلال حول العالم”، فإن التغطية الإعلامي للفظائع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لا تلقى أي صدى عند الذين لا يعتبرون الفلسطينيين بشرًا، بل يرونهم “كمجموعة عرقية تستحق العقاب والموت“.
إن استخدام الأدوات التكنولوجية لتعزيز عملية التجريد من الإنسانية هذه هو مسار قد بدأ قبل الصراع الحالي بفترة طويلة، حيث تستخدم إسرائيل على نطاق واسع أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لأغراض أمنية في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 2018. على سبيل المثال، استُخدِم نظام التعرف على الوجه المسمى “الذئب الأحمر” لجمع البيانات البيومترية للسكان الفلسطينيين وتصنيفها بشكل غير قانوني، مما يتيح مراقبة تحركاتهم والتحكم فيها وتقييدها. وقد استخدم الجيش الإسرائيلي أداة المراقبة هذه، التي تتخفى في شكل تطبيق مألوف وسهل الاستخدام على الهاتف المحمول، عند نقاط التفتيش، وفي كثير من الأحيان دون علم المواطنين الفلسطينيين الذين ينتظرون في الطابور. وتتماشى هذه الممارسة مع ما وصفته منظمة العفو الدولية بـ “الفصل العنصري الآلي“.
استعادة الإنسانية من خلال التكنولوجيا
بالمقابل، استخدمت الشركات الإسرائيلية تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لاستعادة إنسانية المدنيين الإسرائيليين الأسرى لدى حماس، بهدف حشد الدعم لقضيتهم على الساحة العالمية. في مقطع فيديو مؤثر تُرجم إلى عدة لغات، تظهر طفلة شقراء تبلغ من العمر 3 سنوات وهي تنادي والدتها. “لماذا نحن هنا؟” تتساءل وعيناها مثبتتان مباشرة على الكاميرا. “أريد العودة إلى المنزل”، تضيف ونظراتها موجهة مباشرة إلى الجمهور. “أشتاق لأصدقائي”، يردّد صوت صبي صغير. “أفتقد لعب كرة القدم يا أمي. هل يفكر أصدقائي بي حتى؟”. المشهد الختامي مؤثر بشكل خاص، إذ يقول: “أظل أؤكّد لنفسي إنها مجرد قصة، لكنها قصة سيئة للغاية. من قد يكتب هذا النوع من القصص؟” ويتساءل أخيرًا، وهو يحدق في الكاميرا بعينيه البريئتين والحزينتين في آن واحد. “شخص ما في غزة يحتاج إلى التحدث معك”، كما جاء في التعليق الافتتاحي لكلا مقطعي الفيديو. يظهر في هذين المقطعين يائيل ونافي شوهام، اللذين اختطفتهما حماس في 7 أكتوبر 2023، واحتجزتهما منذ ذلك الحين. ويؤكد التعليق الختامي على عبارة “لسماع صوتيهما، احتجنا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي”، في إشارة إلى أن الأصوات الوحيدة التي تُعتبر شرعية من غزة هي أصوات الرهائن الإسرائيليين. وهذا ما يترك السكان الفلسطينيين المحليين بلا صوت، ويتم حذفهم تمامًا من السرد.
تؤكد شيران ملامدوفسكي سوميتش، مؤسسة شركة “الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل الخير”، وهي الشركة الإسرائيلية التي تقف وراء حملة “كن صوتهم”، على قدرة تكنولوجيا التعلم الآلي “على إحداث تغيير اجتماعي حقيقي”. وتؤكد على وجه الخصوص أن الذكاء الاصطناعي التوليدي “يمكن أن يعزز التعاطف ويقدم تجارب شبيهة بتجارب البشر… لتحسين حياة الناس، بل وإنقاذها”. يعرض موقع الشركة على الإنترنت مبادرات أخرى تتماشى مع هذا النهج، مثل “استمع إلى صوتي”، حيث تدعو أصوات ضحايا العنف المنزلي المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى التغيير المجتمعي من خلف القبور، أو “مسيرة الأحياء”، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإعادة الناجين من الهولوكوست إلى الحياة، مما يسمح لهم بمشاركة قصصهم عن المقاومة ضد النازية لإلهام الأجيال القادمة.
وهنا يبعث المزج بين اللقطات الأرشيفية والصور التركيبية حياة جديدة في التوثيق التاريخي، ويضفي على السرد صدى معاصرًا. فأصوات الناجين من الهولوكوست، الذين يشار إليهم بفخر باسم “المناضلين” على الموقع الإلكتروني للشركة، مشبعة بنبرة تؤكد على أعمال المقاومة التي قاموا بها. وتؤدي نظراتهم المباشرة إلى الكاميرا والتركيز على أفعالهم المقاومة إلى إثارة إحساس أعمق بالتعاطف وإلهام مشاعر الإنسانية والكرامة في مساعيهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن إدراج امرأة مناضلة في الفيديو يدعم هذه الرواية، مما يعزز بشكل غير مباشر تصوير إسرائيل كمعقل للعدالة والمساواة. وهذا يوازي استراتيجية الجيش الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي التي سعت، قبل الحرب الحالية على غزة، إلى ربط صورة الحكومة بالمُثُل الغربية (التي يُنظر إليها على أنها مثل غربية) كالنسوية وشمولية المثليين/ات ومزدوجي/ات الميل الجنسي والعابران/ات جنسيًا ومغايري/ات الهوية الجنسية.
تتناسب حملة “كن صوتهم” مع هذه البنية الأيديولوجية، سواء من خلال أسلوبها البصري أو الرسالة التي تنقلها. فهي تحثّ المجتمع الدولي على رفع الأصوات المكتومة، لا سيما الأطفال الأسرى لدى حماس. على عكس “الإنجيل” وآلية تجريده الداخلية من الإنسانية، والقتل، يُستخدم الذكاء الاصطناعي هنا كمنصة مبتكرة لتعزيز التعاطف بين المشاهدين. يسعى النداء المباشر من العيون الشبيهة بعيون الأطفال التي يولدها الذكاء الاصطناعي إلى إثارة التعاطف، بهدف حشد الدعم الشعبي لمحنتهم.
الأصوات الوحيدة التي نسمعها من غزة هي أصوات الأطفال الإسرائيليين الذين صنعهم الذكاء الاصطناعي، مما يُعزز من إبعاد الفلسطينيين عن السرد، ويؤيد ضمنيًا الرأي القائل بأن المنطقة تخضع لسيطرة حماس وحدها، وتصورها على أنها منطقة موت وعنف، خالية من الناس والإنسانية. فالأصوات الحقيقية لسكان غزة مفقودة بشكل لافت، حتى في العالم المصطنع لهذا الذكاء الاصطناعي الذي يبدو أنه يولد الخير “من أجل الصالح العام”.
ملاحظة
كنت أنوي اختبار تحيزات الذكاء الاصطناعي في هذا الموضوع. عند إدخال هذا النص للتدقيق اللغوي، صنّفه ChatGPT تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي لتمكين غزة”. بالإضافة إلى ذلك، اقترح استبدال عبارات مثل “قتل البشر” بـ “الخسائر البشرية”، و”إبادة البنية التحتية المدنية والأجساد المدنية” بـ “الخسائر في أرواح المدنيين”.