أرشيف الثورة هو مخلوق الأمل وصانعه، يفيض بحرقةٍ وصحوة. قد استطاع السوريون عبر أرشيف ثورتهم وتوثيق ما عاشوه منذ 15 آذار 2011، تجاوز تلك الفجوة الزمنية التي حاول القمع أن يفرضها.

 لقد أصبحت ذاكرتنا، التي لوَّنَها الخوف وانعدام الثّقة والسّيطرة، ساحة معركةٍ، عالقةٍ بين ”إباحيّة الصّدمة“ والتكتيكات الحديثة للمحو والنسيان. 

بين البلاط المتشقق لمكتب الأجانب الألماني، يشعر آراس بثقل شعب وقع في دائرة من الاضطرابات الثورية، وقمعه المروع وبيروقراطية المنفى.

تخبو الثورات، لكن سحرها يبقى حيًّا في الموسيقى، والذاكرة، وشظايا حلمٍ جماعي. هذه حكايةٌ عن الشهادات التي نتمسّك بها، عن لحظاتٍ نرفض أن ندعها تمضي.

الكتابة والأرشفة هما فعلان عاطفيان وسياسيان، ورفضٌ لأن تُسلّم الذاكرة إلى الصمت، ومحاولةٌ لتحويل التاريخ إلى نسيجٍ حيّ، حيث تتحول النهايات إلى بدايات.