لقد كان أصعب أسبوع نمرّ به كفريق في “Jewish Currents“. فتسارع الأحداث بشكلٍ كبير، جعل أملنا يتضاءل بأن نفهمَ ما يجري بشكل كامل، بأن نقول ما يتناسب مع اللحظات قبل أن تمضي. نبذل قصارى جهدنا لشرحِ وتوضيح وجهة نظرنا، ولكن سرعان ما تطفو معلومات جديدة تدحضها. ولا يقتصر الأمر على الوقائع وحسب، بل نرى مشاعرنا ومواقفنا تتقلّب باستمرار أيضاً. برزت أسئلة سياسية وانقسامات إلى الواجهة داخل منظّمتنا، في اليسار اليهودي واليسار بشكلٍ عام على ما أعتقد، مشوّشةً سير العمل ونحن في أمس الحاجة إلى التحرّك بأسرع ما يمكن. ينفجر بعض أفراد الفريق بالبكاء بين الحين والآخر، وهم يتشاجرون مع عائلاتهم أو أصدقائهم، ويعانون من قلّة النوم. ابن أحد الكتّاب المساهمين وقع رهينة. وكاتب مساهم آخر في غزّة يرسل رسالة نصيّة: “أنا على قيد الحياة. إنّهم يقصفون يميناً وشمالاً. لا يوجد مكان آمن“.
تتمحورُ معظم خلافاتنا الداخلية حول الطريقةِ الصحيحة لاحتواءِ حزننا. لا يختلف موظفونا عن بقية العالم اليهودي، حيث أنّ العديد منّا لا يختلف كثيراً عن شخص مات أو تمّ أخذه كرهينة. كيف يمكننا أن نحزن علناً على موت ومعاناة الإسرائيليين دون أن تُستخدم هذه المشاعر سياسياً ضد الفلسطينيين؟
ولدينا سبب وجيه للقلق حيال هذا الأمر، فبينما يقوم الإسرائيليون بإحصاء قتلاهم، يدعو الساسة في إسرائيل والولايات المتحدة إلى إراقة دماء الفلسطينيين ضمن إبادة جماعية مباشرة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أمس: “نحن نقاتل حيوانات بشرية وسنتصرّف وفقاً لذلك“. وقالت السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة والمرشحة الرئاسية الجمهورية نيكي هيلي: “اقضِ عليهم يا نتنياهو“. وقال السيناتور الديمقراطي جون فيترمان: “دمّروا الإرهابيين“. ويتبادل اليهود الصور الساخرة حول أكبر عدد من الضحايا اليهود منذ المحرقة، غير آبهين بمعرفةِ من يتعرّض للتطهير العرقي الآن، أو كم مذبحة بهذا الحجم شهدت غزّة في الأعوام العشرة الماضية. إنّ هذه الكلمات هي السبب وراء القنابل التي تُمطر على سكّان غزّة من السماء، فتسوّي أحياءً بأكملها بالأرض، ودون سابق إنذار، تُبيد عائلات كاملة في منازلها لأنّها لا تستطيع الهروب إلى أيّ مكان.
قال رجل من شمال مدينة غزّة لشبكة CNN: “هناك أشلاء متناثرة في كلّ مكان. لا يزال هناك أشخاص في عداد المفقودين. ما زلنا نبحث عن إخوتنا وأطفالنا. نشعر أنّنا عالقون في كابوس طويل“. ومن المرجّح أن نشهد قريباً انتشار هذه الرغبة بالإبادة الجماعية، حيث تقوم الحكومة الإسرائيلية بتوزيع الأسلحة الآلية على مستوطني الضفّة الغربية، ومنهم من كان بالأصل من دُعاة الإقصاء، المسلّحين.
وهكذا، يتم تحويل حزن اليهود مجدّداً إلى عنفِ نظامٍ لا يرحم لقهر الفلسطينيين السائد من النهر إلى البحر، مُحفًّزاً من قبل سياسيين أمريكيين يدعمون بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرّفة، التي صاعدت موت الفلسطينيين وتهجيرهم وبدّدت الآمال بالتوصّل إلى حلٍ دبلوماسي. ويُستخدم لحشد الدعم لإرسال أسلحة إلى إسرائيل، مع أنّنا نعلم، مثلما كتب حجّي مطار في مجلة +972: “لا يوجد حلّ عسكري لمشكلة إسرائيل مع غزّة، ولا للمقاومة التي تنشأ بشكل طبيعي كرد على الفصل العنصري العنيف“.
تتأرجح العلاقات المعقّدة والهشّة بالأصل بين النشطاء الفلسطينيين واليهود اليساريين، وكذلك الفصائل داخل هاتين المجموعتين، ونحن نبذل جهدنا لاستخلاص المعنى ذاته من الصور التي نراها عبر شاشاتنا.
لا نقبل بأن يُوجّه حزننا لخدمةِ هذه الأغراض، ولكن لا نعرف كيف يُمكننا التعبير عنه. وكلّ من كان يعمل في هذا المجال يعرف أنّ حركاتنا ليست مُجهّزة لإدارة التداعيات العاطفية والسياسية. نراقب الأشخاص والمجموعات اليهودية التي اعتقدنا أنّنا جذبناها نحونا، أو على الأقل بدأنا بالتأثير عليها سياسيّاً، تنسحب من صفوفنا وتعلن دعمها للجيش الإسرائيلي، وتعود إلى دوامة اليأس. تتأرجح العلاقات المعقّدة والهشّة بالأصل بين النشطاء الفلسطينيين واليهود اليساريين، وكذلك الفصائل داخل هاتين المجموعتين، ونحن نبذل جهدنا لاستخلاص المعنى ذاته من الصور التي نراها عبر شاشاتنا.
يُجرح الأصدقاء والزملاء من جميع الأطراف من ردودِ أفعالِ بعضهم البعض العامة، أو من صمتهم. تساءل أحد الناشطين المخضرمين المناهضين للصهيونية عمّا إذا كانت هناك “فجوة” تتسع شيئاً فشيئاً بين الناشطين الفلسطينيين واليهود، لا سيما وأنّ ما يجري الآن أظهر علاقات وارتباطات ملموسة بين يهود الشتات وبين ذلك المكان، وأولئك الأشخاص الذين ليسوا مواداً لدعم البروباغندا الإسرائيلية وحسب. في عطلة نهاية الأسبوع، لم يستطع العديد من اليهود المعادين للصهيونية الانضمام إلى احتجاجات التضامن لأنّهم بحاجة إلى شيء لا يمكن أن توفّره الاحتجاجات، وهو مساحة للحداد والحزن على القتلى الإسرائيليين، ومعرفة دورهم في العملية السياسية المقبلة. لم يواجه أحد منّا موقفاً كهذا من قبل، وسط تاريخ طويل من أعداد القتلى غير المتناسبة إلى حدّ كبير. ولهذا، نجد أنفسنا نُعاني من نقص المفردات العاطفية والسياسية، على الرغم من الحاجة الماسّة لها.
تخبّطت مشاعري كثيراً في السابع من أكتوبر. شعرتُ أوّلاً بالخوف، حيث أنّ الاستماع عن كثب إلى لغةِ الإبادة الجماعية التي استخدمتها الحكومة الإسرائيلية خلال العام الماضي جعلني أخاف اليوم الذي ستجد فيه ذريعة للإقدام على هذه الإبادة. يروي ديفيد كليون، المحرّر المساهم في Jewish Currents، في مجلة n+1، كلمات أحد الناشطين في الحرم الجامعي في أعقاب أحداث 11 سبتمبر: “إنّهم موتى إذاً“، قالها في اليوم الذي أعلن فيه بوش الحرب على العراقيين، ومصائرهم معروفة مسبقاً.
شعرت بهذه الكلمات تسري في جسدي، وأنا أبكي بصوت عالٍ أمام الشاشة. شعرتُ أيضاً بالدهشة في المراحل الأولى، عندما شاهدت صورة الجرافة وهي تدمّر سياج غزّة مراراً وتكراراً وبكيت دموعاً مليئة بالأمل. رأيتُ المراهقين الفلسطينيين وهم يخرجون ويستمتعون بالقيادة في مكان على بعد نصف ميل لم يسبق لهم زيارته من قبل؛ فأصبح “بلوجر” من غزّة يُقدّم تقاريره من إسرائيل. ولكن سرعان ما لحقت هذه الصور صور أخرى؛ صورة جسد امرأة عارٍ تقريباً ومثني بشكل غير طبيعي في الجزء الخلفي من شاحنة؛ غرف مليئة بجثث العائلات المكوّمة فوق بعضها وجدرانها ملطخة بالدماء. أردت بشدة أن أفصل بين هذه الصور، وأن أتمسّك بتلك التي تُعبّر عن الحريّة وأبتعد عن الواقع العنيف. وريثما بدأت أتقبّل أنّ هذه الصور من الحدث نفسه، دخلتُ في حالة من الذهول، وشعرت بالاغتراب عن أولئك الذين لم يشاركونني حزني، خاصة مع توضّح نطاق المذبحة.
كتبت الكاتبة والمراسلة هبه جمال في مقال نشرته صحيفة موندويس مؤخراً: “لديّ أصدقاء يهود مناهضون للصهيونية يشعرون بالخوف المشروع“. وتوضّح كيف أنّهم على الرغم من تعاطفهم مع معاناة الفلسطينيين، قد تكون هذه هي اللحظة الأولى التي يشعر فيها هؤلاء الحلفاء بالخوف، ويدخلون في حالة من الحداد التي طالما شعر بها الفلسطينيون منذ عقود. لقد فقدت أيضاً شخصاً هذا الأسبوع، وهو ابن عمها الذي يبلغ من العمر 20 عاماً. كتبت: “لست سعيدة بالموت. أنا سعيدة بإمكانية العيش“، وأيضاً: “لا أستطيع إدانة المسلّحين إذا كنت أعتقد ولو للحظة واحدة أنّه قد يكون هناك احتمال أن ينتهي كل هذا أخيراً“.
تصف هبه الإحساس بهذا الاحتمال الذي شعر به العديد من الفلسطينيين في هذه الأحداث، لأنّها غيّرت، ولو للحظات قليلة إلى الآن، السياق السائد الذي يحكم عليهم بالموت في انتظار حريتهم، كما هو الحال مع العديد من الحركات اللاعنفية الأخرى وسبل التحرير التي تمّت معاقبتها أو تجاهلها. يبدو ردّ فعلها شائعاً بين الكثير من الفلسطينيين الذين أعرفهم وأثق بهم، لذا يجب عليّ أن أحاول فهمه والإحساس به.
لم أستطع إلّا وأن أفكّر في تلك اللحظة في عيد الفصح، عندما نقوم بغمس خنصرنا في النبيذ ونحن نتلو الضربات العشر. أصبح هذا الطقس مرجعاً لا يمكن الاستغناء عنه، حيث يؤكّد أنّنا إذا أردنا الحفاظ على إنسانيتنا يجب علينا أن نحزن على كلّ أشكال العنف، حتى تجاه الظالم.
وبينما كنت أشاهد الناس وهم يناقشون نماذج النضال ضد الاستعمار على الإنترنت، ويقارنونهم بالجزائر وأميركا الشمالية وجنوب أفريقيا، وجدت نفسي أعود إلى أسطورة التحرير اليهودية الأساسية: الخروج. لم أستطع إلّا وأن أفكّر في تلك اللحظة في عيد الفصح، عندما نقوم بغمسِ خنصرنا في النبيذ ونحن نتلو الضربات العشر. أصبح هذا الطقس مرجعاً لا يمكن الاستغناء عنه، حيث يؤكّد أنّنا إذا أردنا الحفاظ على إنسانيتنا يجب علينا أن نحزن على كلّ أشكال العنف، حتى تجاه الظالم.
لكنّني فكّرت أيضاً في الضربات نفسها، ولا سيما الضربة الأخيرة، وهي قتل الأبكار – الأطفال والبالغين والمسنين. ويبدو أنّ الاختباء في أسطورة التحرير لدينا هو تسليم بأنّ العنف سيحلّ على المجتمع الظالم دون تمييز. أعلم أنّ لديّ العديد من الأصدقاء، وأّنّ Jewish Currents لديها العديد من القرّاء، الذين يسألون أنفسهم كيف يمكنهم أن يكونوا جزءاً من اليسار الذي يبدو أنّه يتعامل مع موت الإسرائيليين باعتباره جزءاً ضرورياً، بل ومرحّباً به، من التحرير الفلسطيني.
لكن ما يذكّرنا به سفر الخروج هو أنّ التجرّد من الإنسانية المطلوب لقمع واحتلال شعب آخر يؤدّي دائماً إلى تجريد الظالم من إنسانيته. فأولئك الأشخاص الذين يشعرون بأنّ لا قيمة لألمهم، فذلك لأنّ الأمر كذلك؛ وانعدام القيمة هو في حدّ ذاته سمة مميزة لدورة تناقص قيمة الحياة البشرية. وكما قالت عالمة الجغرافيا المدافعة عن إلغاء العبودية روث ويلسون غيلمور: “حيثما تكون الحياة ثمينة، تكون الحياة ثمينة“. نرى أنّ اليهود، حتى الذين يعملون على إنهاء الفصل العنصري، لا يُعفَون من الأذى، مثل حاييم كاتسمان، الرحمة لروحه، الذي قُتل على يد حماس، الناشط ضد طرد سكان مسافر يطا في الضفة الغربية، وفيفيان سيلفر، الرهينة في غزة، والمعروفة لدى العديد من سكّانها بأنّها الشخص الذي يلتقون به عند معبر إيرز، والذي يُسهّل ويدافع عن نقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية لتلقّي العلاج.
إنّ السؤال حول كيفية استعادة هذه الإنسانية هو سؤال تنظيمي في النهاية. لقد كرّر الناس مراراً وتكراراً خلال الأيام القليلة الماضية أنّه “لا يمكنك أن تُعلّم الفلسطينيين كيفية المقاومة“. بالنسبة لي، يبدو أنّ هناك بُعداً حرفياً للغاية لهذه المسلّمة: إنّهم لا يطلبون ذلك. إنّ أحد الأسباب التي جعلت هذا الحدث يبدو خارجاً عن المألوف، بالنسبة للفلسطينيين واليهود، هو حقيقة أنّ الفلسطينيين هم من قاموا بالفعل، وليسوا من وقع الفعل عليهم. هم الشخصية الرئيسية.
أعتبر أنّ حركاتنا فشلت فشلاً ذريعاً لأنّنا لم نتمكّن من بناء وسيلة لهذا النوع من تبادل الأدوار بأيّ طريقة أخرى حتى الآن. لم تكن حركات اليهود من أجل فلسطين قوية بما يكفي لمنع يهود آخرين من إطلاق النار على الفلسطينيين في مسيرات سلمية عند السياج الحدودي في غزّة، أو لإيقاف طرد ومضايقة ومقاضاة الفلسطينيين بسبب قول الحقيقة حول تجربتهم أو، لا سمح الله، الدعوة إلى تكتيك المقاطعة اللاعنفي. والآن، ليس لدينا نضال مشترك قادر على الرد بمصداقية على هذه المذابح ضد الإسرائيليين والفلسطينيين. ومع كلّ العمل الذي قام به العديد من اليهود والفلسطينيين للتواصل مع بعضهم البعض على مرّ السنين، أعتقد في أعماقي أنّ هذا الفشل هو الذي يفرّقنا الآن. لا يوجد كيان سياسي أعرفه يمكنه أن يحمّل الذاتية السياسية لكلّ من اليهود والفلسطينيين في هذه اللحظة دون محاولة إذابة أحدهما في الآخر. لا يوجد مكان يستطيع فيه اليهود والفلسطينيون المتفقون على أساسيات التحرير الفلسطيني، وهي حق العودة، المساواة، والتعويضات، أن يحوّلوا التوليف بين هاتين الذاتيتين إلى استراتيجية واحدة متماسكة.
وبالنسبة لليسار، أتمنّى ألّا نخطئ في اعتبار حتمية العنف بمثابة حدّ لا مفرّ منه لعملنا أو جودة فكرنا. حتى لو فشلت أحلامنا بواقع أفضل، يجب أن نتمسّك بها ونحملها إلى المراحل القادمة.
أحد أفظع الأشياء في هذا الحدث هو الشعور بحتميته. إنّ عنف الفصل العنصري والاستعمار يولّد المزيد من العنف. لقد عانى العديد من الناس مع أغلال هذه الحتمية، وحاولوا توضيح أنّ الاعتراف بها لا يعني تبنّيها. أذكّر نفسي بأنّني تعلّمت من الفلسطينيين، الذين يكتب العديد منهم ويتحدّثون في هذه الصفحات، أن أرى فلسطين كموقع فرص واحتمالات، مكان حيث يمكن لفكرة الدولة الوطنية بحدّ ذاتها، التي ألحقت الضرر بكلا الشعبين، أن يُعاد بنائها أو تدميرها بالكامل. وكان الفلسطينيون هم الذين فتحوا أفق تفكيري لرؤى متعدّدة حول مشاركة الأرض. وبالنسبة لليسار، أتمنّى ألّا نخطئ في اعتبار حتمية العنف بمثابة حدّ لا مفرّ منه لعملنا أو جودة فكرنا. حتى لو فشلت أحلامنا بواقع أفضل، يجب أن نتمسّك بها ونحملها إلى المراحل القادمة. نحن بحاجة إلى تخيّل حركة تحرير أفضل حتى من الخروج؛ خروج جماعي لا يتعيّن فيه على أيّ من الشعبين المغادرة. حيث يجمع الناس شتاتهم، ويعيدون ترتيب أنفسهم ليس فقط كيهود أو فلسطينيين، بل كمناهضين للفاشية وعمال وفنانين. أريد ما وصفته الشاعرة والناشطة اليهودية البورتوريكية أورورا ليفينز موراليس في قصيدتها “البحر الأحمر“:
لن نستطيع العبور ما لم نحمل بعضنا البعض
كلّنا لاجئون، كلّنا أنبياء
لا مزيد من الصراع لتحريك مقود التاريخ،
لجمع الديون القديمة التي لا يستطيع أحد سدادها
البحر لن يُفتح هكذا
هذه المرّة تلك البلاد
هي ما نعد به بعضنا البعض،
نضغط غضبنا خدّاً على خدّ
حتى تغمر الدموع المسافة بينهما،
حتى لا يبقى هناك أعداء،
هذه المرّة لن يغرق أحد
نحن جميعاً مختارون
هذه المرّة، إمّا نحن جميعاً أو لا أحد.
*ترجمة لمقال نشر في مجلة “Jewish Currents” تحت عنوان “We Cannot Cross Until We Carry Each Other”